Inaugural Statement by H.E. Ms. Haifa Abu Ghezala; Assistant Secretary General, Head of Social affairs Sector, League of Arab states at the PPD/LAS/UNFPA Webinar on Islam and Reproductive Health – 27th July 2021 [ Arabic ]


كلمة معالي السفيرة د. هيفاء أبو غزالة

الأمين العام المساعد- رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية

جامعة الدول العربية

في

اجتماع تبادل الخبرات واستعراض افضل الممارسات: الاسلام والصحة الانجابية

(عبر خاصية الاتصال المرئي، 27 يوليو/ تموز 2021)

سعادة السيد/ عدنان بالحاج عيسى، المدير التنفيذي لمنظمة شركاء من أجل السكان والتنمية،

سعادة الدكتور/ لؤي شبانة، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان – مكتب الدول العربية،

سعادة الدكتور/ حبيب غديرة، الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بتونس ورئيس المجلس العربي للسكان والتنمية،

السيدات والسادة أعضاء المجلس العربي للسكان والتنمية،

الحضور الكريم،

اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم جميعا باسم جامعة الدول العربية وأشكر لكم مشاركتكم فى هذا الاجتماع الهام، والذي يأتي في إطار برنامج عمل المجلس العربي للسكان والتنمية لتعزيز تبادل الخبرات فيما بين الدول الأعضاء، كما ويقع ضمن اتفاقية التعاون المشترك بين الأمانة العامة ومنظمة شركاء من أجل السكان والتنمية.

كما لا يفوتني التأكيد على الدور الفاعل لصندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب الدول العربية ولشراكته ودعمه للمجلس العربي للسكان والتنمية، الذي عمل خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، على دعم القضايا السكانية والتنموية التي تواجه امتنا، من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة الغير المسبوقة لمواجهة ما طرحته هذه الجائحة من تحديات وثغرات في العمل السكاني.

ان موضوع نقاشنا اليوم يعتبر من أكثر المواضيع أهمية وحساسية على حد سواء. لقد اكتسى مفهوم الصحة الإنجابية بعداً جديدا بعد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994 آخذا في الاعتبار البعد الحقوقي الذي برأي يتلاقى مع التعاليم الدينية من هذا المنطلق٫ ولن اتطرق الى علاقة الإسلام بالصحة الإنجابية والجنسية في كلمتي وأتركها الي المختصين لنسمع الرأي المتخصص والمتنور في هذا الموضوع.

يعتبر موضوع الصحة الإنجابية والجنسية موضوعاً متداخلاً بين القطاعات ان كان في الدول او من خلال عمل المنظمات الإقليمية والدولية. كما وانه يدخل ضمن السياسات الأساسية المرتبطة بتحقيق الاستقرار السكاني بكل اوجهه ان كان الصحي والاجتماعي او الاقتصادي والسياسي. فهو يقارب الصحة للمرأة والاسرة والزيادة السكانية التي تقارب الاقتصاد والاجتماع والابعاد السياسية المرتبطة بالتضخم السكاني والبطالة وكل ما يترتب على ذلك.

ولقد لاحظنا مؤخرا بأن العديد من الدول العربية تعمل على وضع استراتيجيات وسن قوانين تساعد في تحقيق الاستقرار السكاني من خلال مقاربات جديدة ومبتكرة تشجع السكان على الالتزام بتنظيم النسل ورفع سن الزواج وتحسين نظم الرعاية الصحية وتوسيع اطارها ليشمل الشباب والفتيات. ونرجو ان نستمع من خلال عروض الدول اليوم الى هذه التجارب التي ممكن ان تكون مصدرا لنقل الخبرات فيما بيننا وحافزا للمزيد من اللقاءات على الصعيد الإقليمي او الثنائي.

 

السيدات والسادة،

تشترك الدول العربية في عدد من القضايا والتحديات السكانية والتنموية التي تؤثر على مسيرتها نحو تحقيق التنمية المستدامة، ولعل أبرزها تلك المرتبطة بالصحة الانجابية والجنسية والحقوق الإنجابية ما يتطلب توحيد الجهود العربية وتكاتفها في هذا المجال.

كما ان المرحلة الزمنية الدقيقة والاستثنائية، التي يشهدها العالم  في ظل التعايش مع جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي كشفت عن الكثير من الثغرات في أنظمة الرعاية الصحية على مستوى العالم وبالأخص منها توفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية والجنسية أدى الى تغير معدلات الخصوبة؛ حيث أظهرت تحاليل البيانات توقف الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة بسبب الجائحة ما أدي الى حوالي 7 ملايين من الحمل الغير مرغوب فيه؛ فضلاً عن أن إعادة تخصيص الموارد بعيدًا عن خدمات الصحة الإنجابية والجنسية خلال هذه الأزمة كان له تأثيرا سلبياً على صحة النساء والفتيات، وأدى إلى تفاقم فجوة عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ويعمل المجلس العربي للسكان والتنمية الى سد هذه الفجوة خاصة من خلال الأنشطة المتعلقة بدعم المجالس واللجان الوطنية للسكان وبناء قدرات العاملين فيها من خلال ورشات التدريب التي تنفذها بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والمملكة الأردنية، وكذلك من خلال اللقاءات والدراسات العلمية التي تم إنجازها ويتم اعداد بعضها هذا العام بحسب أولويات المنطقة

 كما وتهدف جهود منظومة جامعة الدول العربية في مجملها بدءاً من اللجان المتخصصة ومروراً بالمجالس الوزارية المتخصصة الشؤون الاجتماعية – الصحة – الشباب والرياضة، كل وفق اختصاصه، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ووصولاً الى القمة العربية، الى تحقيق اهداف اجندة 2030 وذلك من خلال اطلاق العديد من الاستراتيجيات والبرامج المتخصصة في الموضوعات ذات الصلة بالصحة، ومنها:

  • إطلاق الخطة الاستراتيجية العربية متعددة القطاعات لصحة الأمهات والأطفال والمراهقات 2019-2030، والتي من شأنها جعل الصحة الإنجابية من أولويات القطاع الصحي في الحضر والريف ضمن الخطوط الوطنية لتعزيز الصحة الإنجابية والقضاء على زواج الأطفال والزواج القسري والحمل المبكر في المنطقة العربية
  • اقرار مجلس وزراء الصحة العرب إعلان القاهرة حول صحة المرأة العربية في مارس 2017، والذي تضمن حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية الإنجابية بما في ذلك خدمات ومعلومات تنظيم الأسرة والتوعية الخاصة به وإدماج الصحة الإنجابية في الاستراتيجيات والبرامج الوطنية بحلول عام 2030
  • وايمانا من مجلس وزراء الصحة العرب بالدور الكبير لقطاع التمريض والقبالة في تعزيز خدمات الصحة الإنجابية، تم تكليف الأمانة الفنية إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بإعداد مشروع استراتيجية عربية ومشروع خطة للنهوض بمهنتي التمريض والقبالة بالتعاون مع وزارات الصحة في الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية

وفي الختام، لا يسعني إلا أن اتمني لهذا الاجتماع كل النجاح والتوفيق، كما أتوجه بالشكر لكافة الجهود الدولية والاقليمية والوطنية المبذولة لخدمة قضايا السكان والتنمية في اطار التعاون جنوب-جنوب.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

Translate »