معالي السفيرة الدكتورة/ هيفاء ابو غزالة، الامين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية
سعادة الدكتور/ لؤي شبانة، المدير الاقليمي لصندوق الامم المتحدة للسكان – مكتب الدول العربية
سعادة السيد/ عدنان بالحاج عيسى، المدير التنفيذي لمنظمة شركاء من اجل السكان والتنمية
يسرني ويشرفني أن أترأس هذا الملتقى المنظم من طرف أهم الأطراف الداعمة لنشاط مجلسنا العربي للسكان والتنمية.
يتجلى هذا الدعم في نشاط الدورة الثانية للمجلس العربي للسكان والتنمية حيث قمنا بتنظيم عدة فعاليات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان -مكتب الدول العربية.
- منها فعالية جانبية حول “السكان والأمن الغذائي في المنطقة العربية” نظم على هامش اعمال الدورة 54 للجنة السكان والتنمية وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا
- كذلك أطلق المجلس دليل لتعزيز قدرات المجالس واللجان الوطنية للسكان في “الادارة المحكمة بالنتائج” وهو من أعداد المجلس الأعلى للسكان بالأردن.
كما تتضمن خطة عمل المجلس العربي للسكان والتنمية عدة نشاطات من المتوقع عقدها خلال العام الجاري ونأمل في مواصلة وتعزيز الدعم من طرف صندوق الأمم المتحدة للسكان- مكتب الدول العربية وكذلك لمنظمة شركاء من اجل السكان والتنمية التي نشغل فيها حاليا خطة الكتابة العامة.
وننوه بدعم منظمة الشركاء في السكان والتنمية لمجهودات جامعة الدول العربية في تحسين السياسات السكانية وبرامج الصحة الإنجابية في البلدان العربية من خلال تكثيف فرص التعاون جنوب جنوب وتبادل الخبرات والمقاربات الناجحة,
وشكرا
سيداتي، سادتي
نلتقي اليوم حول موضوع “الإسلام والصحة الإنجابية” ولا يخفى على أحد إن هذا الموضوع له أهمية قسوة في البلدان العربية والإسلامية نظرا لحساسيته في المجتمع وتباعد الرؤى بين مجتمع وأخر.
اليوم وقد أصبح العالم يتواصل بصفة وسرعة غير مسبوقة، أصبحت الرؤى تتحدى المسافات وتعبر القارات لتخلق مفارقات في الفتاوي في عدة مسائل متعلقة بالصحة الإنجابية وأصبحت الرؤى تتضارب صلب نفس المجتمع وتحد من إمكانية وضع إستراتيجيات إنجابية.
نظرا لذلك أصبح طرح المقاربات وتبادل الخبرات أمر عاجل لخلق أرضية سانحة لوضع استراتجيات عربية متقاربة تبرز التوافق بين الخطاب ديني والخيارات في السياسة الإنجابية.
التوافق بين الخطاب الديني والخيارات في السياسة الإنجابية هو أهم رافد في جل مجتمعاتنا الإسلامية لوضع إستراتيجية تمكننا من الإنخراط وتحقيق التنمية المستدامة وخاصة منها النقطة 6 من الهدف الخامس الذي يخص الحق في الصحة الإنجابية والجنسية وخاصة منها النقاط المدرجة في برنامج العمل الملتقى الدولي للسكان والتنمية CIPD
سيداتي، سادتي،
الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري والذي يعرف إلى اليوم بتسميته الأصلية بديوان التنظيم العائلي، كان أهم ألية لتنفيذ إستراتيجية الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي التي أرادها الأباء المؤسسون للجمهورية التونسية الأولى وعلى رأسهم الزعيم الحبيب بورقيبة ريادية ومتقدمة وكذلك متوافقة تماما مع الفقه الديني وانخرط الجميع في مقاربات مع أعلام الدين الحنيف الزيتوني وعلى رأسهم مفتي الديار التونسية العلامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور.
انتهجت تونس منذ وضع إستراتجية للصحة الإنجابية في تبادل التجربة مع البلدان الإسلامية العربية والأفريقية والتعاون الثنائي والثلاثي ونجاح البرنامج التونسي ادى إلى اعتماده كمرجع للبلدان العربية والأفريقية منذ مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية لسنة 1994 وجعل مركز البحوث والتدريب للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري مركز امتياز ومرجعي في الصحة الإنجابية والجنسية للمنظمة العالمية للصحة.
لن أتعمق أكثر في الموضوع لأفسح المجال للشيوخ والسيدات والسادة الأفاضل المستنيرين بالعلم والعرف الإسلامي لتنوير السبيل في وضع إستراتجيات صحة إنجابية متلائمة ومتناغمة مع ديننا الحنيف.
مع الشكر على الإنصات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته